شخص طبيعي يؤسس شركة ناشئة لحسابه الخاص لتطوير منتج أو خدمة غير معتادة في السوق ما يجعله يتحمل المزيد من المخاطر.
ظهرت كلمة رائد الأعمال (Entrepreneur) أولاً في قاموس تجاري فرنسي وضعه جاك دي بروسلونس في عام 1723. لكن أول من وضع تعريف شامل لهذا المفهوم كان الاقتصادي الفرنسي جان باتيست ساي في بدايات القرن التاسع عشر، بعد أن تم تجاهله خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر على الرغم من ظهوره في كتابات ريتشارد كانتليون وآدم سميث.
- أنواع رواد الأعمال
يوجد أنواع مختلفة من رواد الأعمال وذلك تبعاً للبلد والخلفية وحتى قطاع العمل، ونذكر من أكثر الأنواع شيوعاً مايلي:
1. رواد الأعمال المبتكرون: الأشخاص الذين يخترعون الأفكار أو المنتجات أو أساليب العمل الجديدة، ويستكشفون الأسواق المحتملة ويعيدون تنظيم هيكل الشركة. يتميزون بالشغف، ويستمدون دوافعهم من الطبيعة الفريدة لفكرة أعمالهم. هم رواد الصناعة حيث يساهمون في التنمية الاقتصادية، ويكونون على استعداد لتحمل المخاطر المرتبطة بالتحديات لأنهم يستمتعون بإثارة التحدي.
2. رواد الأعمال المقلدون: الأشخاص الذين ينسخون أفكاراً تجارية معينة، أو اختراعات رواد الأعمال المبتكرين الجديدة ويحسّنون عليها. يتواجد هذا النوع من رواد الأعمال في الأماكن التي تفتقر إلى الموارد والقواعد الصناعية، حيث يمكن لهم هناك تقليد الاختراعات الموجودة بالفعل في المناطق المتقدمة ليكون لديهم اليد العليا في السوق.
3. رواد الأعمال المخادعون: يبدأ هذا النوع من الأشخاص على نطاق صغير، ويلجأون إلى العمل باجتهاد عوضاً عن زيادة رأس المال لتنمية أعمالهم، يميلون إلى التركيز الشديد، ويفضلون المخاطر على الراحة قصيرة المدى.
4. رواد الأعمال الباحثون: يأخذ هذا النوع من الأشخاص وقتهم لجمع كافة المعلومات المتعلقة بالفكرة التي وصلوا إليها، ويؤمنون ببدء عمل تجاري يتمتع بفرص نجاح عالية نتيجة فهمهم لكافة جوانب العمل، ويستغرقون وقتاً طويلاً في اتخاذ القرارات لأنهم يحتاجون إلى الفهم العميق لها أولاً، ويعتمدون على البيانات والحقائق أكثر من الحدس.
5. رواد الأعمال المشترون: يمتلكون الأموال ويتخصصون بشراء الأعمال التجارية الواعدة بعد أن يقيموا جدواها ويعثرون على الشخص المناسب لتشغيلها وتنميتها.
- صفات رائد الأعمال
يتمتع رواد الأعمال بسمات شخصية تميزهم عن غيرهم ومن أبرزها:
• الفضول: تسمح هذه الصفة لرائد الأعمال باستمرار البحث عن فرص جديدة، عوضاً عن الاكتفاء بما يعرفونه.
• القدرة على التكيف: إذ أن طبيعة العمل تتغير باستمرار، ومن الضروري أن يتحلى رواد الأعمال بالمرونة والقدرة على تقييم المواقف لضمان استمرار أعمالهم في التقدم.
• الحسم: يعني أن يكون لدى رائد الأعمال الثقة لاتخاذ قرارات صعبة ومتابعتها حتى النهاية.
• تحمل المخاطر: وتعني إدارة العلاقة بين المخاطر والمكاسب بفعالية.
• المثابرة: أي الاستعداد للتعلم من الأخطاء، والاستمرار في طرح الأسئلة، والمثابرة حتى الوصول إلى الهدف.
• الإبداع: أي تحديد الكثير من الأفكار والعمل على أساسها، ما يولد حلولاً جديدة للمشاكل المطروحة ويسمح بالتفكير خارج الصندوق.
• التخطيط: القدرة على وضع استراتيجيات عمل في وقت مبكر، والتوصل إلى هيكلية عمل وتفكير ترسم الطريق إلى الهدف.
• المهارات الاجتماعية: وتشمل صياغة استراتيجية الفريق، وبناء العلاقات، وتحديد المواهب وغيرها.
- التحديات التي تواجه رائد الأعمال
ثمة عدد من التحديات التي من الممكن أن يواجهها رائد الأعمال أثناء إنشاء شركته، ومن أهمها:
• اختيار خدمة أو منتج: أحد العوامل المهمة في بدء عمل تجاري هو تحديد ما يجب بيعه، وهو أمر صعب يحتاج رائد الأعمال إلى طلب المساعدة من شركة تسويق أو باحث مستقل في إجراء أبحاث السوق لاكتشاف الاحتياجات الموجودة وتلك التي لديهم الموارد اللازمة لمعالجتها.
• الاحتفاظ بالميزانية: نظراً لأن إنشاء شركة يعد أمراً لا يمكن التنبؤ بمجرياته، ينبغي لرجل الأعمال أن يظل مستعداً من خلال الحفاظ على الميزانية بعناية، عبر تحديد أولويات استراتيجيات التسويق الفعالة وتخصيص الباقي وفقاً للاحتياجات، وتقييم النفقات الضرورية للاستعداد بطريقة أفضل للتغييرات.
• توسيع الأعمال التجارية: قد يصل رائد الأعمال إلى مستوى معين من النجاح يود بعد توسيع أعماله، الأمر الذي يستلزم العديد من الاعتبارات، بما في ذلك اكتشاف طريقة لتلبية الطلب المتزايد، والبحث عن شركاء جدد وإعادة تقييم دورهم في الشركة، ومراجعة العمليات الحالية لتلبية احتياجات الشركة بطريقة أفضل.
• إدارة الوقت: يؤدي بدء عمل جديد وإدارته إلى إنشاء العديد من المهام الدورية، لذلك قد يضع رواد الأعمال مواعيد نهائية للمساعدة في تحديد أولويات التزاماتهم.
- الفرق بين رائد أعمال ورجل أعمال
يختلف رائد الأعمال عن رجل الأعمال، فالثاني يؤسس شركة خاصة في مجال معروف ويهدف من خلالها للربح الفوري، بينما يهدف رائد الأعمال في البداية إلى إثبات نجاح فكرته وصحة نموذج مخطط العمل التجاري" (Business Model Canvas) وذلك، لتحقيق هدفه، ومن ثم إما متابعة نمو الشركة والربح من خلالها أو الخروج منها عبر الاستحواذ عليها أو طرح أسهمها للاكتتاب العام وبيع حصته فيها.
والفرق الثاني المهم هو أن رائد الأعمال يعتمد على المصادر الخارجية عادة لتمويل شركته (مستثمرين وشركات استثمار وحاضنات أعمال وغيرها)، بينما يعتمد رجل الأعمال على أمواله الخاصة أو القروض المصرفية تحديداً. ويمكن البدء بالكثير من المشاريع الناشئة بمقدار ضئيل من رأس المال كونها تبدأ صغيرة، ويختلف نوع وحجم التمويل بحسب المرحلة التي يمر فيها المشروع الناشئ.
المصدر: Harvard Business Review