أطلقت مؤسسة صُنّاع الريادة ثلاث دورات تدريبية متزامنة في محافظات دمشق وريف دمشق وحمص في الفترة بين 5-7 من شهر آذار الجاري لتهيئة فرق إنقاذ وإسعاف وإطفاء بإشراف نخبة من المدربين في مديريات الدفاع المدني بمشاركة العشرات من المتطوعين والطلاب والخريجين الجامعيين باختصاصات متنوعة
د.بركات: رؤية للتوسع والانتشار إلى الأرجاء السورية كافة.
أوضحت عضو مجلس أمناء مؤسسة صُنّاع الريادة الدكتورة ديمة بركات أن هذه الدورات التدريبية هي امتداد واستكمال للدورات السابقة التي نفذت في مديرية الدفاع المدني بدمشق، وتأتي ضمن رؤية وخطط المؤسسة لنشر الوعي الإغاثي والإنقاذي والإسعافي الصحيح والموثوق ضمن أوسع شريحة ممكنة من المجتمع، من خلال الانتقال شيئاً فشيئاً إلى باقي المحافظات السورية، بهدف تحقيق قيم مضافة متراكمة من خلال ناتج عمليات التدريب المستمر والممنهج لكوادر متجددة من المتطوعين الشباب على مدار العام وصولاً إلى تأطير هذه الكوادر والخبرات ضمن فرق مؤهلة ومستدامة ومتجددة.
ولفتت د.بركات إلى أن الهدف الرئيسي لهذا النوع من التدريب العملي هو تهيئة الأرضية المناسبة لتشكيل فرق إسعاف وإنقاذ وإطفاء من متطوعي مؤسسة صناع الريادة تكون رديفاً مسانداً ومساعداً لفرق الدفاع المدني في المحافظات كافة أثناء وقوع أي كوارث أو أزمات محتملة طبيعية كانت أم غير طبيعية، وفي الوقت ذاته تكون نواة لأنشطة تدريبية لاحقة لنقل هذه الخبرات إلى مجموعات أخرى من الشباب وتزويدهم بمهارات الدفاع المدني وصناعة الحياة.
مديرو الدفاع المدني: الانسان الواعي قادر على التصرف الصحيح
ونوه مديرو الدفاع المدني في كل من دمشق وريف دمشق وحمص بأهمية التشاركية بين المؤسسات الأهلية والرسمية لإقامة دورات تدريبية ولبادرة مؤسسة صُنّاع الريادة لقيام دوراتها بالتعاون مع الدفاع المدني في سورية حول الإسعاف والإنقاذ والإطفاء مؤكدين على أهمية امتلاك القدرة على معرفة التصرف الصحيح وعلى اتخاذ الإجراءات المناسبة والصحيحة بشكل مسبق وقبل وقوع أي كارثة من أي نوع بهدف تفادي وقوع خسائر بشرية أو مادية والتقليل من الأضرار المحتملة ما أمكن.
في هذا السياق أوضح العميد أحمد حامد عباس مدير الدفاع المدني بدمشق أن الغاية من إقامة دورات الدفاع المدني نقل المعرفة العلمية والعملية في مجال الدفاع المدني إلى جيل الشباب الواعي لتكون ذخيرة عند كل فردمنهم حتى يحسن التصرف عند وقوع كارثة، مشيراً إلى أن الكوارث ليس لها صفة واحدة، وقد تكون حادث زلزال أو انهيار منزل أو فيضان أو حريق.
وأضاف: علينا أن نولد المعرفة المتجددة باستمرار فالإنسان عدو ما يجهل فالإنسان الجاهل يهرب من أي كارثة تهدد حياته لأنه يحاول أن يجد ملاذ آمن له ليضمن سلامته، لكن الانسان العاقل والواعي التي تتكون لديه معرفة معينة في حسن التصرف تتولد لديه القدرة على مواجهة الأزمة، وفي الحقيقة هناك جهل ولبس عند عامة الناس حول الدفاع المدني فهو ليس مجرد إطفاء حريق أوإنقاذ إنما يتعلق بسلامة الانسان، كما قال القائد المؤسس حافظ الأسد: "الإنسان هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة".
بدوره أشار العميد ياسر حافظ منصور مدير الدفاع المدني بريف دمشق إلى أن الدفاع المدني هو إجراءات مخططة ومتخذة بشكل مسبق تنفذ قبل وقوع أي كارثة وأثناء وقوعها، إلى جانب إجراءات أخرى تخفف وتقلل من الخسائر بالحدود الدنيا، إذ لا يمكن منع وقوع الخسائر عند وقوع الكوارث، لكن يمكننا اتخاذ إجراءات وقائية تمكننا من التدخل السريع من خلال تدريب عناصر وجهاز الحماية الموجود في كل منشأة، مضيفاً أن اتباع دورات الدفاع المدني يساعد في تقليل الخسائر والأضرار الناتجة عن الكارثة أو الحادثة، فالدفاع المدني هو مجموعة إجراءات وتدابير مخططة ومنسقة بشكل مسبق ومتخذة، وهو خطة للتدخل في الوقت المناسب لتقليل الخسائر في الأشخاص والممتلكات والمنشآت إلى حدودها الدنيا، لذلك علينا أن نسعى دائماً لننشر ثقافة الدفاع المدني عند كل فرد من أفراد المجتمع، ويجب أن تتكون فكرة لدى كل أسرة لازم عن الدفاع المدني لمعرفة التصرف الصحيح حيال أي كارثة سواء كانت زلزال أو فيضان أو إعصار إلى آخره، فحين ننمي هي الثقافة تكون بذلك قد قللنا من الخسائر.
وأضاف: من المهم إقامة ندوات ولقاءات ودورات تدريبية لكافة العاملين في المنشآت والمؤسسات حول مهام الدفاع المدني كي يحسنوا التصرف عند حدوث الكوارث سواء خلال وجودهم في المنزل أو في مكان العمل، فمن شأن ذلك تخفيف الخسائر التي قد تنجم عن هذه الكوارث من خلال التصرف بطريقة صحيحة عند وقوعها.
قدور: رفع مستوى الوعي مسؤولية جميع المؤسسات
ولفت الدكتور زياد قدور عضو مجلس أمناء مؤسسة صُنّاع الريادة أن هذه الدورات التدريبية المتتالية تأتي ضمن نشاط المؤسسة لرفع مستوى الوعي لدى فئات وشرائح المجتمع كافة، حول مهام وخبرات ومبادئ الإسعاف والإنقاذ والإطفاء والمهارات الأخرى ذات الصلة، بهدف تمكين هذه الفئات من الوصول إلى المعلومة الصحيحة والموثوقة من المصادر والجهات ذات العلاقة في هذا القطاع الحيوي والمهم.
وأضاف د. قدور أن إقامة هذه الدورات التدريبية يأتي استجابة لرغبة المتطوعين الذبن عبروا للمؤسسة عن شغفهم ورغبتهم بهذا النوع من التدريب المهاري والإغاثي المهم في أوقات الحروب والأزمات والذي يتلخص بقدرة الفرد المؤهل والمدرب على إنقاذ مصاب أو مريض أو جريح وهو أمر تتحمله جميع المؤسسات ومنها مؤسسة صُنّاع الريادة.
وقدمت نخبة من المدربين في المحافظات الثلاث شروحات عملية مفصلة عن المعارف والخبرات والمهارات التي يجب الإلمام بها من قبل المتدربين والتي تمكنهم من امتلاك القدرة على أداء مهام الإسعاف والإنقاذ والإطفاء.
وعبر المتدربون عن تقديرهم لمؤسسة صُنّاع الريادة ولمديريات الدفاع المدني على الجهود المبذولة في إقامة هذه الدورات التدريبية وتأمين مستلزمات نجاحها من النواحي كافة منوهين بدورهم كشباب في أداء دور حيوي ومهم حيال أي كوارث أو أزمات قد تحصل الأمر الذي دفعهم إلى اتباع هذه الدورات بهدف امتلاك الخبرات للتصرف الصحيح حيال أي طارئ في المستقبل سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي والوطني.
وتستمرهذه الدورات ثلاثة أيام متواصلة تختتم ببيانات عملية ينفذها المتدربون بإشراف طواقم التدريب في مديريات الدفاع المدني في دمشق وريف دمشق وحمص.
المشاركون: سننقل هذه الخبرات والمهارات إلى أسرنا وأفراد مجتمعنا
وعبر المتطوعون عن رغبتهم في اكتساب المهارات الأساسية والضرورية في مجال الدفاع المدني معتبرين أن حادثة الزلزال نبهت الجميع إلى أهمية الإلمام بالمعرفة اللازمة التي تنقذ الأرواح وتخفف الخسائر عند وقوع الكوارث.