هو رائد أعمال يقوم بتأسيس شركة ناشئة أو منظمة غير ربحية تعمل على حل مشاكل وقضايا اجتماعية أو ثقافية أو بيئية. انتشر الحديث حول مفهوم المبادر الاجتماعي بعد صدور كتاب "صعود المبادر الاجتماعي" (The Rise of the Social Entrepreneur) للمؤلف تشارلز ليدبيتر، وذلك في أوائل القرن الحادي والعشرين، إلا أن المصطلح نفسه استخدم لأول مرة عام 1953 من قبل هوارد بوين في كتابه "المسؤوليات الاجتماعية لرجال الأعمال" (Social Responsibilities of the Businessman).
- أمثلة على المبادرين الاجتماعيين
من أشهر الأمثلة عن المبادرين الاجتماعيين الحاصل على جائزة نوبل للسلام محمد يونس مؤسس بنك غرامين (Grameen Bank) في بنغلاديش، الذي يقدم قروضاً متناهية الصغر للمزارعين ومربي الماشية وأصحاب الحرف الصغيرة ليتمكنوا من تطوير أعمالهم وزيادة أرباحهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، وهذه الشريحة من الزبائن التي لا تلجأ إليها المصارف التقليدية لمخاطرها العالية وقدراتها المحدودة من القروض والسداد.
من أكثر المبادرين الاجتماعيين نشاطاً كان عالم الاجتماع البريطاني مايكل يونغ الذي أسس أكثر من 60 منظمة حول العالم، والذي وصفه الأستاذ في جامعة هارفارد دانيال بيل (Daniel Bell) بأنه أنجح رائد أعمال للمؤسسات الاجتماعية في العالم.
- أنواع المبادرين الاجتماعيين
هنالك عدة أنواع من المبادرين الاجتماعيين وهم:
• مبادر اجتماعي مجتمعي (Community Social Entrepreneur): هو المبادر الاجتماعي الذي ينحصر تركيزه في أعماله على المجتمع المحلي الذي يعيش فيه ويقدم حلولاً له.
• مبادر اجتماعي غير هادف للربح (Non-Profit Social Entrepreneur): يهدف هذا النوع من المبادرين الاجتماعيين إلى تأسيس كيان يسعى إلى تحقيق الأرباح من أجل الاستمرار في تطوير أعمال الكيان، ويقدم خدمات مجتمعية لأشخاص ليس بالضرورة أن يكونوا ضمن المجتمع المحلي للمُبادر الاجتماعي. على سبيل المثال شركة (Goodwill Industries) التي توظف السكان الفقراء لإصلاح السلع المنزلية والملابس المستعملة التي تُجمع من الأغنياء بهدف إعادة توزيعها على الفقراء، وعملت الشركة على استثمار الأرباح في برامج التدريب على الوظائف.
• مُبادر اجتماعي تحولي (Transformational Social Entrepreneur): يقصد بهذا النوع المبادر الاجتماعي الذي يدير مؤسسة تقوم بتعيين أشخاص مهرة، والتفكير في طرق جديدة للبقاء على صلة بالسوق، واتباع الإرشادات الصادرة عن الحكومات والقيام بكل ما تفعله المؤسسة، وتتضمن الصورة الأكبر لأصحاب المشاريع الاجتماعية التحويلية مجموعة تعاونية للعديد من الشركات التي تخدم المجتمع بشكل جماعي وفردي.
• مُبادر اجتماعي عالمي (Global Social Entrepreneur): يهدف هذا النوع من المبادرين إلى حل مشاكل عالمية مثل الفقر أو نقص الغذاء.
يتم قياس أداء الشركات الناشئة الربحية ورواد الأعمال التقليدين من خلال مؤشرات رقمية تتعلق بنمو المبيعات أو عدد المشتركين أو نسب الربحية، بينما المبادرين الاجتماعين يتم قياس أدائهم وشركاتهم أو منظماتهم غير الربحية من خلال الأثر الاجتماعي الذي يتركونه خلفهم من خلال تقديم الحلول المختلفة. وهذا لا يعني أن مشاريع المبادرين الاجتماعيين هي غير ربحية أو تطوعية بالكامل، بل يمكن أن تكون ربحية لكنها تهدف إلى ترك أثر اجتماعي بالدرجة الأولى من خلال تقديم حلول لمشاكل اجتماعية أو ثقافية كالفقر والبطالة وتدني المستوى الصحي وتفشي الأمية.
يتم تحفيز المبادرين الاجتماعيين من خلال مجموعة القيم وتكافؤ الفرص والشفافية والمحاسبية والتمكين والمسؤولية الاجتماعية، بدلاً من الأرباح والنمو وزيادة العائدات وثروة المؤسسين لدى رواد الأعمال التجاريين.
المصدر: Harvard Business Review