هي عملية تأسيس الشركات الناشئة الربحية والمنظمات غير الربحية في مجالات اجتماعية أو ثقافية أو بيئية، حيث تقدم منتجات أو خدمات لحل مشاكل تواجه المجتمع وتهدف لترك أثر اجتماعي بالدرجة الأولى.
تستخدم ريادة الأعمال الاجتماعية الأدوات والممارسات المطبقة في ريادة الأعمال التجارية، مثل الابتكار والإبداع في تقديم المنتجات والخدمات الموجهة لحل مشاكل معقدة ومستعصية كالفقر والبطالة وانتشار الأمراض والجهل والعادات السيئة.
لا تتعارض فكرة تأسيس شركة ناشئة تقدم منتجات أو خدمات تترك أثر اجتماعي مع تحقيقها للأرباح، ولا تعني ريادة الأعمال الاجتماعية تأسيس المنظمات التطوعية فقط كالجمعيات الخيرية، بل إنها شركات ناشئة يمكنها تحقيق الأرباح وبنفس الوقت تخدم المجتمع، على سبيل المثال "بنك غرامين" (Grameen Bank) في بنجلاديش الذي يقُدم قروضاً متناهية الصغر لشريحة من المزارعين ومربي الماشية وربات المنازل والعاملات والذين يمكنهم استخدام هذا التمويل في تطوير أعمالهم وتحسين ظروفهم المعيشية للخروج من الفقر المدقع.
هناك عدد كبير من المنظمات الريادية الاجتماعية غير الهادفة للربح مثل معهد "وان وورد هيلث" (OneWorld Health) الذي أسسته الباحثة "فيكتوريا هيل"، وذلك لتطوير الأدوية التي تعالج أمراض يعاني منها الفقراء أو ذوي الدخل المنخفض الذين تتجاهلهم الشركات العالمية العملاقة لتصنيع الأدوية لعدم قدرتهم على شراءها، بالتالي توفر لهم بدائل مناسبة لعلاج الأمراض وخفض الوفيات وتحسين المستوى الصحي العام.
- أنواع ريادة الأعمال الاجتماعية
تأخذ ريادة الأعمال الاجتماعية العديد من الأشكال ومن أبرزها نذكر:
• ريادة أعمال اجتماعية مجتمعية: تصنع التغيير الفوري على نطاق صغير وتعمل من أجل الصالح الاجتماعي، حيث يعمل رواد الأعمال الاجتماعيون المجتمعيون في مناطق جغرافية ومجتمعات محددة ولكن لمجموعة متنوعة من الأسباب؛ من النظافة والصرف الصحي إلى التوظيف وخدمات توزيع الأغذية والمزارع وسلامة البيئة.
• ريادة أعمال اجتماعية غير هادفة للربح: يؤمن هذا النوع من الرواد الاجتماعيين بإعادة استثمار الأرباح. لذلك، جنباً إلى جنب مع التكلفة الأولية، يضعون أرباحهم في القضية. على سبيل المثال، إذا كان المشروع الأولي يهدف إلى تعليم الأطفال من خلفيات محرومة وحصلوا على أموال أكثر مما هو مطلوب لتسهيل المبادرة، فسيستخدمون الفائض لتعليم النساء.
• ريادة أعمال اجتماعية تحويلية: أشبه بإدارة مؤسسة تقوم بتعيين أشخاص مهرة، والتفكير في طرق جديدة للبقاء على صلة بالسوق، واتباع الإرشادات الصادرة عن الحكومات والقيام بكل ما تفعله المؤسسة، وتتضمن الصورة الأكبر لأصحاب المشاريع الاجتماعية التحويلية مجموعة تعاونية للعديد من الشركات التي تخدم المجتمع بشكل جماعي وفردي.
• ريادة أعمال اجتماعية عالمية: تفكر على نطاق أوسع ويركز روادها على التغييرات المطلوبة على المستوى العالمي، كما يضعون المسؤولية الاجتماعية فوق الأرباح، ويتعاونون مع المنظمات التي تعمل على أسباب مماثلة في مناطق أو دول محددة.
- أهمية ريادة الأعمال الاجتماعية
تستمد ريادة الأعمال الاجتماعية أهميتها من الأثر الذي تُحدثه في المجتمع من خلال معالجة القضايا الاجتماعية ومساعدة أفراد المجتمع في تخطي الصعوبات التي يواجهونها، كما أنها تحاول تحقيق تأثير مستدام ومستمر بدلاً من مجرد تحقيق الربح البحت.
- فوائد ريادة الأعمال الاجتماعية
تتمتع ريادة الأعمال الاجتماعية بالعديد من الجوانب الإيجابية، ونذكر من أبرزها:
• تحقيق التغيير الاجتماعي: القدرة على إحداث تأثير إيجابي في المجتمع من خلال تحسين نوعية الحياة للأشخاص في مجتمعهم.
• العلامة التجارية القائمة على المهمة: إن قصة الشركة التي لها سبب في جوهرها تجعل المستهلكين يشعرون بالرضا عن كل عملية شراء يقومون بها منها.
• فرص الشراكة: يمكن للمؤسسات اجتماعية، بسبب دوافعها القائمة على رسالتها، أن تتشارك مع منظمات غير ربحية أخرى وشركات ربحية للاستفادة من الجماهير الحالية والسمعة الراسخة لخلق وجود في السوق.
• التغطية الصحفية: تحب المدونات تغطية الابتكار الاجتماعي وصناع التغيير وتأثيرهم، ما يساعد المؤسسات الاجتماعية على التبشير بجهودهم ومشاركة تأثيرهم.
- تحديات ريادة الأعمال الاجتماعية
تواجه ريادة الأعمال الاجتماعية العديد من التحديات ومن أبرزها نقص الدعم والتمويل، والحاجة إلى عمل شاق لتجقيق الناجح، بالإضافة إلى تأثرها بالعوامل الاجتماعية المحيطة التي تؤثر في الأداء، والافتقار إلى وجود استراتيجية عمل مناسبة وأفراد لديهم المهارات الإدارية المطلوبة التي تسمح لهم بالتخطيط الاستراتيجي والتنبؤ المالي وما إلى ذلك.
المصدر: Harvard Business Review